المعايير الفلكية لجمعية الفلك بالقطيف

تعرض هذه الصفحة المعايير الفلكية للجمعية والتي وضعت مبدأيا في العام 1426هـ ثم تمت مراجعتها ثانيا في العام 1428هـ، وتمت مراجعتها للمرة الثالثة في العام 1441هـ، ويمكن مراجعتها مستقبلا بمواصلة الرصد والتسجيل الفلكي.

أ- معايير رؤية هلال أول الشهر القمري (مراجعة 1441هـ)

من خلال رصد أعضاء الجمعية لهلال بداية الشهور القمرية وعلى مدى عشرين سنة بالعين المجردة وباستخدام الأدوات البصرية والمنظار (MEAD LX 200 GPS 10") تم تسجيل الملاحظات التالية:

1-نظراً لوقوع صحراء الدهناء في الجهة الغربية من المنطقة الشرقية وبسبب كثرة العوالق الترابية والغبار وأيضاً الرطوبة وخصوصاً في فصل الصيف الذي يستمر قرابة الستة شهور من السنة. لذلك يمكن القول إن أفق المنطقة الشرقية ليس أفقاً مناسباً لرصد هلال بداية أغلب شهور السنة. ولكن مع ذلك يحدث أن يكون الجو صافياً جداً في بعض أوقات السنة وخصوصاً في فصل الشتاء بعد نزول المطر وتقشع الغيوم.

2-قل زاوية بين مركزه وبين مركز الشمس (الاستطالة) وقت غروب الشمس لهلال تم رصده:

- 10.5 درجة: هلال شهر ربيع الآخر 1427هـ بمنظار (MEAD LX 200 GPS 10") .

- 10.5 درجة: هلال شهر رجب 1440هـ بمنظار (Celestron CPC GPS 11") .

- 10.8 درجة: هلال شهر رجب 1441هـ بالعين المجردة من منطقة الأحساء.

3-أقل ارتفاع هلال فوق الأفق وقت غروب الشمس لهلال تم رصده:

- 6.7 درجة: هلال شهر ذي الحجة 1427هـ بمنظار (MEAD LX 200 GPS 10") .

- 8.2 درجة: هلال شهر رجب 1441هـ بالعين المجردة من منطقة الأحساء.

4-أقل مكث هلال بعد غروب الشمس تم رصده:

- 42 دقيقة: هلال شهر ذي الحجة 1427هـ بمنظار (MEAD LX 200 GPS 10") .

- 42.6 درجة: هلال شهر رجب 1440هـ بمنظار (Celestron CPC GPS 11") .

- 43.5 درجة : هلال شهر رجب 1441 بالعين المجردة من منطقة الأحساء.

5-لم يتم استمرار رصد هلال بداية الشهر بالعين المجردة إذا انخفض ارتفاعه عن 2 درجة فوق الأفق. (1.5 درجة للمنظار).

6-لم يتم رصد هلال بداية الشهر بالعين المجردة إذا كان قرناه يميلان ناحية الشمال (الوضع الشامي) في المنطقة.

وبالاستفادة من المعايير الفلكية الهندسية القديمة والحديثة لرؤية هلال بداية الشهر تم التوصل إلى خصائص الهلال الذي يمكن مشاهدته بالعين المجردة في المنطقة الشرقية في الظروف الجوية المناسبة وهي تتطابق إلى حد ما مع معيار يالوب (Yallop) لإمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة عند صفاء الجو. وهذه النتيجة يمكن تعديلها باستمرار الرصد والملاحظة لتكون أكثر دقة. وخصائص الهلال الذي ربما يحتمل مشاهدته بالعين المجردة هي:

1)أن تكون الزاوية بين مركز القمر ومركز الشمس (استطالة القمر) 10 درجات أو أكثر وقت غروب الشمس.

2)أن يكون ارتفاع مركز القمر عن الأفق 6 درجات أو أكثر وقت غروب الشمس.

3)أن يكون مكث جرم (قرص) القمر 40 دقيقة أو أكثر فوق الأفق بعد غروب الشمس.

ويمكن القول أن عمر الهلال كلما زاد فإن القيم أعلاه تزداد وبالتالي تصبح احتمالية رؤيته أكبر. ولكن لأن البعد الزاوي بين الشمس والقمر لحظة الاقتران تختلف من شهر لآخر فإن الأعمار المتساوية قد تعطي قيم مختلفة للزاوية بين الشمس والقمر. لذلك لايمكن الاعتماد فقط على أعمار الأهلة. ولهذا السبب لم يتم اعتمادها ضمن الخصائص الأساسية لتحديد إمكانية الرؤية. كذلك فإن نسبة إضاءة القمر يمكن اعتبارها عامل من عوامل الرؤية ولكنها تعتمد بشكل كبير على استطالة القمر، لذلك لم تدرج ضمن العوامل الأساسية.

وعلى ضوء المعايير أعلاه يمكن تقسيم إمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة للمنطقة أو المناطق التي تقع حول نفس دائرة العرض تقريباً حسب خصائص القمر وفق الجدول التالي:

ويرجع عدم القدرة على القطع بإمكانية رؤية الهلال من عدم الرؤية في بعض الأهلة (الأهلة الحرجة) إلى وجود عدة عوامل متغيرة وغير فلكية تؤثر في رؤية الهلال وبعضها يظل تأثيره حتى مع صفاء الجو الظاهري. مثل اضطراب الطبقات العليا من الغلاف الجوي والرطوبة في طبقات الجو العليا.

ب- معايير بعض الأوقات الشرعية والفلكية الواردة في تقويم الجمعية

قال تعالى: ( أقمْ الصلاةَ لدلوكِ الشّمسِ إلى غسقِ الليلِ وقرآنَ الفجرِ إنّ قرآنَ الفجرِ كانَ مشهوداً)

فرض الله على المسلمين خمس صلوات تؤدى أداءً في وقت محدد البداية والنهاية. وبعض أوقات هذه الصلوات قد اختلف المسلمون في تحديدها كل حسب اجتهاده. ويمكن تحديد أوقات الصلوات بزاوية الميقات (الشمس) وهي عبارة عن الزاوية بين خط الزوال الأساسي(meridian) والخط السماوي الذي يمر في مركز الشمس. والأوقات الفلكية والشرعية الواردة في التقويم هي:

1) الفجر الفلكي: ويحدث عند بداية تشتت ضوء الشمس من الغلاف الجوي للأرض، ويبدوا الضوء عند حدوث الفجر الفلكي مرتفعا باهتا مشككا للراصدين ومحاطا بالظلمة. كما أن الزيادة في إضاءة السماء بعد ذلك تكون بمعدل خطي ضئيل. وقد تم تحديد تلك الزاوية عالميا والتحقق من ذلك أثناء الرصد الميداني عدة مرات. ويحدث ذلك عندما تكون زاوية الشمس 18 درجة تحت الأفق. أي أن زاوية الميقات تكون -108. للمزيد راجع رسالة الفجر والتي توضح أهم ننتائج رصد الفجر على مدى أربع سنوات.

2) اعتراض الفجر: ويحدث عندما يعترض الفجر الفلكي المستطيل وينتشر بالقرب من الأفق ثم يرتفع للأعلى ويزداد بياضا ويكون صادقا يتبينه الراصدون بلا تشكك في العادة. وتكون الزيادة في إضاءة السماء بعد اعتراض الفجر بمعدل متزايد وغير خطي. وقد تم تحديد تلك الزاوية أثناء الرصد الميداني للفجر ولعشرات المرات وذلك بالعين المجردة وبالنظر إلى صور الفجر وبتحليل الصور. ويحدث ذلك عندما تكون زاوية الشمس 15.5 درجة تحت الأفق. أي أن زاوية الميقات تكون -105.5. للمزيد راجع رسالة الفجر والتي توضح أهم ننتائج رصد الفجر على مدى أربع سنوات.

3) شروق الشمس: عندما تبدأ الحافة العلوية للشمس بالشروق. وإذا أخذنا انكسار الضوء ومعدل الضغط الجوي ودرجة الحرارة بعين الاعتبار فإن ذلك يحدث عندما تكون زاوية ميقات مركز الشمس (-90.96درجة).

4) صلاة الظهريين (الظهر والعصر): ويدخل وقتها عند وصول مركز الشمس لخط الزوال السماوي أي عندما تكون زاوية ميقات الشمس تساوي صفر.

5) صلاة العصر: حسب تقويم أم القرى على رأي المذهب الشافعي والمالكي والحنبلي. أي عندما يصبح ظل الشاخص مساويا لمجموع طوله وطول ظله أثناء الزوال. وتختلف زاوية الميقات لهذا الوقت باختلاف ميل الشمس وفصول السنة.

6) غروب الشمس: عندما تغرب الحافة العلوية للشمس. وإذا أخذنا انكسار الضوء ومعدل الضغط الجوي ودرجة الحرارة بعين الاعتبار فإن ذلك يحدث عندما تكون زاوية ميقات مركز الشمس (90.96درجة).

7) صلاة العشاءين (المغرب والعشاء): عندما تميل الحمرة المشرقية عن خط الزوال السماوي ويحدث ذلك عندما تنخفض الشمس عن الأفق الغربي بزاوية 4 درجات أي عندما تكون زاوية ميقات مركز الشمس (94 درجة). وذلك هو وقت صلاة المغرب حسب الرأي المشهور عند الشيعة الإمامية. والحمرة المشرقية هي ضوء الشمس المتشتت من جهة الشرق عند غروب الشمس. وترتفع هذه الحمرة مع مرور الوقت بعد الغروب وذلك بسبب ارتفاع ظل الأرض الذي يميل للون الداكن.

8) صلاة العشاء: حسب تقويم أم القرى ويحدث بعد ساعة ونصف من غروب الشمس. حيث تمثل أعلى فترة لتحقق اختفاء الغسق في الجزيرة العربية.

9) منتصف الليل: وهو منتصف الفترة بين غروب الشمس وصلاة الفجر. وهو يختلف عن منتصف الليل الفلكي والذي هو منتصف الفترة بين غروب الشمس وشروقها. كما أن هناك راياً يعتبر منتصف الليل الشرعي هو منتصف الليل الفلكي. وهو يوافق وقت صلاة الظهر مضافة له 12 ساعة تقريبا.

ملاحظة:
هذه المعايير لا تنطبق بدقة للمناطق التي تقع على دوائر عرض أعلى من (48.5) درجة شمالاً أو أقل من (-48.5) درجة جنوباً وخصوصاً لأوقات صلاة الفجر والعشاء. لأن الشمس في بعض تلك الدوائر لاتنحط تحت الأفق بزاوية تصل إلى زاوية الفجر الفلكي أو في الدوائر الأعلى قد لاتنحط تحت الأفق بزاوية تساوي زاوية اعتراض الفجر. لذلك فإن الوقت البديل لوقت الفجر الفلكي عندما لاتنحط الشمس بزاويته أو الوقت البديل لاعتراض الفجر عندما لاتنحط الشمس بزاويته هو الوقت الذي تبدأ فيه الشمس وضوؤها بالازدياد. وهو تقريبا وقت منتصف الليل الفلكي.

جـ- معايير تقويم الجمعية

لكي يتم وضع تقويم محدد لابد من الالتزام بمعيار محدد لخصائص القمر الذي يبدأ به الشهر القمري. وحسب علمنا فإنه يمكن القول أنه لا يمكن وضع تقويم قمري شرعي كامل إذا كان معتمداً في تحديد بداية الشهر على رؤية الهلال الفعلية بالعين المجردة أو الاطمئنان لذلك. لأنه لابد من وجود شهر واحد من شهور السنة على الأقل ذو خصائص يصعب القطع أو حتى الاطمئنان بإمكانية رؤية الهلال من عدمها. وعندما يشذ أحد شهور السنة فإن إمكانية وضع تقويم لكامل السنة ينتفي على ذلك الأساس. والسبب في ذلك أن بداية رؤية الهلال تتدخل فيه عوامل فكلية هندسية وغير فلكية وبعضها متغيرة مثل اضطراب طبقات الغلاف الجوي أو معدل الرطوبة في الطبقات العلوية، والتي يظل تأثيرها حتى عندما تكون السماء صافية جدا ظاهريا.

ولكن التقويم الذي تقوم الجمعية بإصداره تم تحديد معياره بحيث يكون ضمن الحدود الدنيا للإمكانية الرؤية بالعين المجردة. ويحتوي كل شهر على جدول إمكانية رؤية الهلال في أعلاه، والذي يوضع بحسب معايير رؤية الهلال أعلاه. مع الإشارة إلى ملاحظة مهمة يتم كتابتها في رأس تقارير الجمعية الشهرية لرؤية الأهلة وهي:

أن الجمعية ليست جهة لتثبيت بداية الشهور القمرية وليست جزءاً من أي مجلس أو لجنة شرعية للاستهلال. ويمكن للجميع أن يستفيد من معلوماتها. ولكنها قد تطرح رأيها العلمي في الموضوع. وتقاريرها الشهرية أو تقويمها السنوي لايغني عن الشهادة الحسية لرؤية الهلال.

ويبدأ الشهر القمري في التقويم عندما تكون خصائص الهلال (القمر) على النحو التالي:

1-أن تكون الزاوية بين مركز القمر ومركز الشمس (استطالة القمر) 10 درجات أو أكثر وقت غروب الشمس.

2-أن يكون ارتفاع مركز القمر عن الأفق 6 درجات أو أكثر وقت غروب الشمس

3-أن يكون مكث جرم (قرص) القمر 40 دقيقة أو أكثر فوق الأفق بعد غروب الشمس.

كما يراعى في التقويم النقاط التالية:

1-أن لا تزيد عدد أيام الشهر عن 30 يوم ولا تقل عن 29 يوم.

2-أن لا تزيد عدد أيام السنة القمرية عن 355 يوم ولا تقل عن 354 يوم.

دـ- معايير منازل القمر

اصطلح العرب سابقا على تقسيم النجوم التي يمر فيها القمر أثناء دورانه حول الأرض كل شهر نجمي إلى ثمانية وعشرين منزلة. والمنزلة هي نجم لامع أو مجموعة نجوم يمر فيها أو بمحاذاتها القمر أثناء دورانه وتبدأ تلك المنازل بمنزلة الشرطين في برج الحمل وتنتهي بمنزلة الرشا في برج الحوت. وبحسب اصطلاح العرب فإن منازل القمر يمكن الاستفادة منها في معرفة المنزلة الطالعة والمنزلة الغاربة (النوء) وكذلك منزلة الرقيب كل ذلك بالعد المتكافىء. كذلك يتم تحديد الوقت التقريبي للفجر من خلال طلوع المنزلة الثالثة التي تسبق منزلة الشمس. كل ذلك يشير إلى أن تقسيم المنازل هو تقسيم متساوي. وحيث أن فلك القمر يميل بـ 5 درجات فقط عن فلك الشمس، فإن التقسيم المتساوي أخذ على فلك الشمس أو تقسيم بروجي أو كسوفي. ولو اعتمد التقسيم غير المتساوي للمنازل والذي هو بحسب الحجم الظاهري فإن ذلك سيتعارض مع العد المتكافىء الذي اعتمدته العرب. وقد أضيف تقسيم المنازل بحسب شكل المنازل الظاهري إلى جدول التقسيم المتساوي لتمام الفائدة.

ونتيجة لحركة ترنح محور الأرض حول الخط العمودي على مستوى فلك الشمس، فإن نقطة الاعتدال تتزحزح نحو الغرب في فلك الشمس بمقدار 50 ثانية قوسية كل سنة. فإذا أخذت نقطة الاعتدال كبداية لتقسيم خطوط الطول بحسب الاحداثيات البروجية (الكسوفية) فإن تلك البداية تتغير بمقدار تلك الزاوية كل سنة. وحيث أن نقطة الاعتدال كانت تبدأ مع برج الحمل (منزلة الشرطين) قبل 2000 سنة تقريبا. فإن بداية برج الحمل في هذا الزمن تبدأ كسوفيا عند درجة 32 درجة كسوفية تقريبا.

وبما أن تقسيم المنازل ليس مرتبط بتقسيم البروج لأن بعض المنازل هي جزء من برجين كما أن بعضها هو جزء من مجموعات نجمية من غير بروج الشمس. لذلك تم تعديل بداية منزلة الشرطين إلى درجة 30 درجة كسوفية في هذا العام وذلك لكي يشمل التقسيم المتساوي للمنازل النجوم الأساسية لكل منزلة. ولو تم اعتماد درجة 32 درجة لأخرج ذلك التقسيم بعض أهم نجوم المنازل من منزلتها. وبحسب التقسيم المتساوي فإن طول كل منزلة هو 360 درجة/ 28 = 12.86 درجة.

والمنازل والبروج والمجموعات النجمية التي تنتمي لها وتقسيماتها البروجية المتساوية وغير المتساوية (بحسب نجوم المنزلة) لهذا العام 2020م تم حسابها بواسطة برنامج stellarium 0.19.0 وبرنامج RedShift 07 كما في الجدول أدناه. ولكي يظل الجدول دقيقا يمكن إضافة 50 ثانية قوسية لكل سنة على قيم خطوط بداية المنازل، أي أنها تتغير بمقدار درجة قوسية كل سبعين سنة تقريبا.