السنون الشمسية والسنون القمرية
زكريا المدن
جاء أحد علماء بني إسرائيل إلى الإمام علي عليه السلام وسأله قائلاً:
لماذا جاء في قرآنكم أن مدة لبث أصحاب الكهف: ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا. من سورة الكهف. وذلك في الآية: 25{ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا} ولم يقل: ثلاث مائة وتسع سنين، وفي كتابنا أن مدة لبث أصحاب الكهف في كهفهم: ثلاث مائة سنة فقط.
فأجاب علي عليه السلام مرتجلاً: ((ذك بسني الشمس وهذا بسني القمر))
ومعنى ذلك أن الله جمع في عبارة موجزة بين نوعين من السنين ، سنين شمسية وهي 300سنة ، وسنين قمرية معادلة للسنين الشمسية وهي 309 سنين.
توضيح ذلك:
أن اليهود كانوا يعتبرون السنة الشمسية 365 يوماً، ومعلومٌ أن السنة القمرية تعتبر 354 يوماً و8 ساعات و48 دقيقة ( أي بالكسور تساوي 354.37 سنة)
وأن300 سنة على ما كان معتبر عند اليهود لتعادل:
300×365 يوم = 109500 يوماً.
و309 من السنين القمرية تساوي:
309× 354.37 يوم = 109500 يوماً تقريباً.
وهكذا يكون عدد أيام 300 سنة شمسية مساوية لعدد أيام 309 سنة قمرية دون فرق، وهذا ما اختصره القرآن في لفظ موجز وأبان معناه باب مدينة علم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.