لقد شرف الله تعالى مدينة مكة بأطهر بيت وُضِّع للناس فكانت القبلة التي ارتضاها نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- لصلاته. و يعتبر تحديد القبلة من النشاطات اليومية المهمة عند المسلمين و التي يحتاجون إليها بشكل دقيق لتأدية صلواتهم.
وقد أستنبط علماء المسلمين منذ صدر الإسلام طرقاً عديدة لتحديد اتجاه القبلة، وكان من أهم ما اهتدوا إليه هو تحديد القبلة باستخدام الحركة المنتظمة للشمس وتغير موقعها بالنسبة للأفق خلال النهار، وطريقة تحديد القبلة من خلال تعامد على الكعبة و نتيجة لذلك يتفق أن تكون الشمس متعامدة ( مسامتة ) على الكعبة عندما يكون ميلها مساوياَ لخط عرض مكة المكرمة 21.5 شمالاً إذ يتغير ميل الشمس بين 23.5 شمال وجنوب خط الاستواء السماوي وذلك نتيجة ميل محور دوران الأرض على العمودي على مستواها دورانها السنوي حول الشمس بمقدار 23.5 درجة، لذا تم استخدام تعامد الشمس على الكعبة ليكون كدليل يشير إلى اتجاه القبلة و يتم ذلك في يومين من السنة هما (28 مايو، 16 يوليو) و ذلك لحظة دخول وقت صلاة الظهر في مكة المكرمة، ويعتبر تحديد القبلة بهذه الطريقة صحيحاً إلى حدٍ كبير.
وقد طُبقت نفس الفكرة ( خلال تدريب التخرج تحت إشراف أ.د.حسن باصرة) على حركة القمر الشهرية حول الأرض والذي يتغير ميله ضمن 5± درجات عن دائرة البروج، لذا فإنه قد تتفق مسامتت القمر للكعبة في أوقات معينة من كل شهر قمري مما يتيح فرص أكبر لتحديد اتجاه القبلة وذاك بتكرار التسامت.
وعليه تم حساب زاوية التسامت للقمر على الكعبة المشرفة بدقة تصل إلى ±0.5 درجة بحيث أي أن ارتفاع القمر فوق أفق مكة بين 90º- 89.5º درجة، وقد أشارت الأرصاد المبدئية من مدن مختلفة للقراءات الأولى إلى تقديرات جيدة النتائج خلال السنة الماضية، و نحن الآن بصدد تطبيق قريب لهذه الظاهرة، يوم الأربعاء الموافق 12/11/2008م عند الساعة 20:35:48 بتوقيت جرينتش (23:35:42 بتوقيت مكة المكرمة) حيث سيكون ارتفاع القمر عند هذه اللحظة بالنسبة لأفق مكة المكرمة هو 89.5 درجة، إذ يكون القمر مسامتاً للكعبة ومحدداً للقبلة في تلك اللحظة.
و بهذا نرجو من الجميع التحقق من هذه الدراسة والتواصل معنا بشأنها عن طريق الإيميل : depressed_pant@hotmail.com
سائلين المولى عز وجل أن يجعل هذه الطريقة من سبل مساعدة العباد لتأدية أعظم شعائر الله...،