عندما اكتشف الفلكي الإيطالي جيوسيبي بيازي الجرم الأول في حزام الكويكبات (سيرس) في الأول من يناير سنة 1801 م، كان جرما خافتا من القدر الثامن. في هذه السنة (2009)، يمكن ملاحظة الكويكب عند مقدار من الإضائة يبلغ ثلاثة أمثال ذلك القدر (6.9) من منتصف فبراير الى الأسبوع الأول من مارس. ويعد هذا القدر من الإضائة هي الأشد خلال فترة التي سنعيشها.
كان سيرس في موضع تقابل مع الأرض في 25 فبراير الماضي. وباستخدام قوانين الميكانيكا السماوية، يمكن التأكيد على أنه، وفي 25 فبراير الماضى وعند الساعة 23.6 بالتوقيت العالمي، كان الكويكب على اقرب مسافة من الأرض (1.583 وحدة فلكية = 237 مليون كيلو متر) منذ العام 1857 م, ولن يقترب الكويكب الى مثل هذه المسافة حتى العام 4164 ! تحدث هذه الظاهرة لوجود سيرس في نقطة الحضيض (وهي أقرب نقطة من الشمس في المدار) في الشهر الماضي.
مسار سيرس في برج الأسد بين بداية يناير و ونهاية أبريل
بمكن مشاهدة سيرس بواسطة المنظار المزدوج في برج الأسد وبإستخدام المخطط المرفق. ويبلغ المجال النموذجي للرؤية في المنظار المزدوج حوالي 6 دوجات (قارن ذلك بمقياس الدرجات على الحافة اليسرى من المخطط في الأعلى). كان مقدار سطوع الكويكب 7.9 في 1 يناير, و 7.2 في 1 فبراير, 6.9 في 1 مارس وسوف يكون 7.4 في 1 أبريل و 8.0 في 1 مايو. ويوضح المخطط نجوم برج الأسد حتى القدر الثامن.
ويعد سيرس أكبر الأجرام الفلكية في حزام الكويكبات بقطر قدره 950 كيلو متر, ويمكن لجاذبية الأجرام عند هذا الحجم من تشكيل الجرم في صورة دائرية. كما يعد الكويكب أصغر الكواكب القزمة حسب تصنيف اتحاد الفلك العالمي في سنة 2006 م. ويقدر الفلكيون أن الكويكب يحتوي على ثلث كتلة حزام الكويكبات. وتعتزم وكالة ناسا إطلاق مسبار فضائي ليتخد مسارا حول سيرس في العام 2015م بعد أن يكون قد دار حول الكويكب فيستا في العام 2011م.
مترجم من موقع مجلة Sky & Telescope