تتولد معظم نجوم السماء وتتواجد في تجمعات تسمى بالعناقيد النجمية. وتتوفر لدى الفلكية كثير من البراهين التي تشير الى إنطباق هذه القاعدة على نجمنا (الشمس).
ولسبب جوهري، فقد احتوت المادة المكونة للنظام الشمسي في مراحل نشوئه الأولى (كما هي محفوظة في النيازك القديمة التي تكونت مع تكون النظام الشمسي) على حطام وبقايا نجمية متولدة من إنفجار مستعر أعظمي واحد على الأقل. نتج هذا الإنفجار من إنهيار نجم فتي وعملاق (تبلغ كتلته مابين 15 و 25 مرة من كتلة الشمس)، و قد انفجر هذا النجم عند مسافة أقل من 5 سنوات ضوئية، وبعد أقل من مليوني سنة تقريبا من تكون الشمس. في وقتنا الحالي، لا تتواجد مثل هذه النجوم جوار الشمس إلا على مسافة مقدارها 300 سنة ضوئية. ومن الواضح، أن النظام الشمسي في مراحلة المبكرة أحيط بمجموعة من النجوم، ولكن ذلك كان قبل 4.57 مليار سنة. والسؤال الكبير.
أين ذهبت رفيقات الشمس في المجموعة من النجوم في العنقود ؟
تشير الدلائل، الى أن بعض من هذه النجوم لابد أنها موجودة في المنطقة القريبة من الشمس. في دراسة جديدة، يشير الباحث سايمن زفارت (جامعة أمستردام) الى أن العنقود النجمي القديم للشمس تشكل من سديم (الغيمة من الغاز والغبار التي تتكون منها النجوم) إحتوى على مابين 500 الى 3000 كتلة شمسية، وامتد على مسافة مقدارها 20 سنة ضوئية تقريبا. كما يشير الباحث الى وجود شواهد على حجم وكتلة العنقود القديم محفوظة في التكوين والوفرة الكيميائية غير السوية لأجرام حزام كايبر( وهو حزام من الأجسام الصغيرة والجليدية يقع خلف مدار كوكب نبتون ثامن كواكب المجموعة الشمسية). ويبدو أن بعض الأجرام في الحزام قد تشتتت في مداراتها بفعل جاذبية أحد نجوم العنقود عند مروره قريبا من المجموعة الشمسية كما أن درجة حرارة هذه الأجرام عالية بصورة غير متوقعة.
وكما يحدث في الحالات الشبيهة من العناقيد المفتوحة، تفكك هذا العنقود النجمي مع مرور الوقت، فأبحرت نجومه بعيدا مع حشود النجوم في مجرة درب التبانة بشكل غير منتظم، مكملة 27 دورة تقريبا حول مركز المجرة (تستغرق الدورة حوالي 226 مليون سنة) منذ نشأتها قبل 4.6 مليار سنة.
ومع ذلك، يقدر سايمن زفارت أن مابين 10 و 60 نجم من رفيقات الشمس ما زالت موجودة على مسافة تقل عن 300 سنة ضوئية من الشمس و تتحرك في خط موازٍ لموقعنا في المجرة. ومن المفترض أن يتمكن القمر الصناعي غايا - التي تخطط وكالة الفضاء الأوروبية لإطلاق - من التعرف على هذه النجوم عبر تحليل حركتها في الفضاء وسيكون التحليل الكيميائي لعناصر هذه النجوم عن طريق تحليل الضوء الواصل الى الأرض من هذه النجوم هو العامل القاطع في تحديد هويتها.
ويضيف زفارت، إن العثور على هذه النجوم ولو القليل منها يساعدنا على تحديد خصائص العنقود النجمي الأبتدائي و تحديد مكان نشأة المجموعة الشمسية في المجرة. الجدير بالذكر أن الباحث نشر نتائج دراسته في إحدى المجلات المتخصصة بداية الشهر الحالي (مارس 2009).
مترجم من موقع مجلة Sky & Telescope