إن العديد من النشاطات الفلكية والفضائية بدأت تظهر على الساحة العربية بشكل واضح ومكثف ، مثل بناء المراصد والمشاريع الفلكية والفضائية وعقد المؤتمرات و الندوات و اللقاءات وورش العمل ، فضلاً عن إنشاء المراكز والجمعيات و المجموعات الفلكية و الفضائية ، وهذا يدل على قوة جهودكم وجهود زملائكم النبيلة والمخلصة لإحياء مجد تراثنا الفلكي العربي والإسلامي على المستويين العربي و الدولي .
فبالنسبة للمراصد و المراكز الفلكية نجد أن بعض الدول العربية بدأت تفكر وتباشر بجدية في بنائها وإنشاء الأقسام والبرامج الفلكية والفضائية في المدارس والجامعات وتأسيس المجموعات و الجمعيات الفلكية ، وعلى سبيل المثال :-
· أمرت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً بإنشاء مرصد فلكي مناسب ، ومركز فلكي وفضائي تعليمي و تثقيفي وتدريبي في الإمارات ، وقد انتهت الدراسات الأولية لهذا وبدأ فريق عمل مختص في البحث عن الموقع المناسب للمرصد ، ودعت الدولة كل من له علاقة في مجال الفلك والفضاء في الإمارات إلى الإسهام بهذا العمل و فاتحت المختصين و الجهات ذات العلاقة لتقديم مقترحاتهم وملاحظاتهم بشأنه ، على أن تنتهي المراحل الأولى من المشروع في ثلاث سنوات من الآن .
· بدأت المملكة العربية السعودية ببناء مرصد فلكي بقطر مترين ، وهي في طور الفحوصات الموقعية للحصول على موقع مناسب ، وزميلنا وأخونا الدكتور زكي المصطفى عضو المجلس الأعلى للاتحاد لديه تفاصيل أكثر.
· بدأت دولة قطر في إنشاء مركز فلكي وفضائي ، وهي في طور إنهاء الدراسات المتكاملة ، و أخونا الشيخ سلمان آل ثاني رئيس المكتب الاستشاري للاتحاد بجهوده الواضحة في متابعة إنشاء مثل هذا المركز لديه تفاصيل أكثر.
· في جمهورية مصر العربية هناك مرصد (القطامية ) بقطر مترين الذي تم بناؤه عام 1965، وتم تحديثه مؤخراً من لدن إخوتنا علماء الفلك في مصر . و المرصد الآن في حالة جيدة جداً و مستخدم في الأرصاد الفلكية ، وبإمكان أيٍ من الزملاء علماء الفلك و المختصين استخدامه بعد حصول الموافقات الأصولية من المسؤولين عن المرصد ، وزميلنا وأخونا الأستاذ الدكتور مسلم شلتوت نائب رئيس الاتحاد لديه تفاصيل أكثر.
· في الجماهيرية الليبية جهود زملائنا الفلكيين و المهندسين واضحة في متابعة بناء المرصد الفلكي الروبوطي بقطر مترين ، وزميلنا وأخونا المهندس الهادي قشوط عضو المجلس الأعلى للاتحاد لديه تفاصيل أكثر.
· في العراق الجهود تتجه الآن إلى إعادة بناء المرصد الفلكي العراقي في (جبل كورك) شمال العراق على ارتفاع 2200 متر في موقع فلكي ممتاز(لقد كان محتوى المرصد تلسكوبين بصريين 3.5 متر و 1.25متر و راديوي مليمتري قطر صحنه 30 متراً مع مختلف الأجهزة الملحقة الفوتومترية والطيفية والتصويرية ، فضلاً عن مختبرات تحليل البيانات و الصور ، إلا أنه مع الأسف دمر خلال الحربين التي خاضها العراق) .
· وهناك مبادرات وأفكار ومقترحات عديدة في بعض الدول العربية الأخرى مثل : الأردن وسوريا ولبنان وعُمان و الجزائر.....الخ.
· بدأ عدد من الدول العربية بطرح المناهج الفلكية و الفضائية في المدارس و الجامعات .
· باشرت بعض الدول العربية في تصنيع وشراء الأقمار الصناعية والتكنولوجيا الفضائية و تحليل الصور الفضائية، وبعضها أطلقت أو في طريقها إلى إطلاق أقمار صناعية مثل: الجزائر و مصر و الإمارات و السعودية.
وبناءً على ما تقدم فإن الجهود العربية واضحة في تطوير الفلك والفضاء في الوطن العربي بما فيها حل إشكاليات مطالع الأهلة و تحديد بدايات الشهور العربية ومواقيت الصلاة مع أخذ الشريعة الإسلامية و الحسابات الفلكية الدقيقة بعين الاعتبار.
والمطلوب منا جميعا الآن نحن - علماء وباحثين ومهندسين وهواة وشباب في علوم الفضاء والفلك والجو - أن نتعاون ونكثف الجهود لتقديم المساعدات والخبرات لكل من يحتاج إليها، بهدف تطوير علوم الفلك والفضاء في الوطن العربي والإسلامي.
لدينا في المستقبل القريب عدد من المؤتمرات واللقاءات ، وعلينا أن نساهم فيها بشكل أو آخر ويلتقي بعضنا بعضاً ونتناقش في هذه الموضوعات بروح أخوية صادقة ونبيلة ، لإزالة بعض الإشكالات والحساسيات الفردية - إن وجدت - ونعزز التعاون وتبادل الخبرات والآراء للوصول إلى تحقيق الأهداف المطلوبة منا التي تصب في تطوير هذه العلوم المهمة جداً للإنسانية و إحياء التراث العلمي العربي والإسلامي المجيد .
سيلتقي البعض منا أو أغلبنا في عدد من المؤتمرات واللقاءات القادمة مثل :
· الملتقى العربي الثالث للشباب وهواة الفلك والفضاء في الجزائر/ قسنطينة للمدة 1 – 6 أغسطس 2009 .
· المخيم الفلكي العربي السادس للشباب في حماه السورية في المدة 9 – 13 أغسطس 2009 .
· المؤتمر الفلكي الإسلامي الخامس في جامعة آل البيت الأردنية الذي تم تأجيله إلى يناير2009 المؤتمر الجيولوجي الأول في الجامعة الأردنية 8 -9 نوفمبر 2009 .
· اللقاءات الفلكية في سوريا للجمعيتين الموقرتين الكونية السورية وهواة الفلك .
· اللقاءات الفلكية في الجزائر .
· المؤتمرات الفلكية والفضائية في مصر وفي تونس .
و سيلتقي أغلبنا في:-
· المؤتمر العربي التاسع لعلوم الفضاء والفلك الذي يعقد في الخرطوم / السودان في المدة 17 – 19 نوفمبر 2009. سيتضمن هذا المؤتمر اجتماع الهيئة العامة السابع للاتحاد وفي هذا الاجتماع ستتم مناقشة موضوعات كثيرة تتعلق بعلوم الفضاء و الفلك في الوطن العربي ، والتقارير الإدارية و الفنية والعلمية للاتحاد ، فضلاً عن إعادة النظر بتشكيل اللجان الدائمة والمؤقتة وكذلك مناقشة العضوية في الاتحاد ، ثم وضع خطط مستقبلية للمساعدة والعمل على تطوير علوم الفضاء و الفلك في العالم العربي و الإسلامي .
فأرجو من الجميع محاولة المشاركة الفعالة في النشاطات والمؤتمرات أعلاه وبخاصة مؤتمر الاتحاد العام في الخرطوم ، لنلتقي ونتحدث و نتناقش في موضوعات في غاية الأهمية تتعلق بمستقبل العلوم الفلكية والفضائية في الوطن العربي ، ونحاول كذلك اكتشاف المواهب والقدرات ، الشبابية لنساندها وندعمها في تحقيق الطموحات العربية المستقبلية ورفع أسم وطننا عالياً .
ومن المحتمل أن نتفق في المؤتمر العربي التاسع في السودان على عقد المؤتمر العربي العاشر في علوم الفضاء و الفلك في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2011 ( في سنة ذروة النشاط الشمسي) بتعاون زملائنا علماء الفلك في الجامعات الإماراتية الثلاث ( الإمارات والشارقة وأمريكية الشارقة) والشباب في الجمعيات و المجموعات الفلكية الإماراتية بعد حصول الموافقات الأصولية والدعم المادي المناسب ، ليكون مؤتمراً دولياً بعون الله .
ونرحب أجمل ترحيب بكل من ليس عضواً في الاتحاد أن ينتمي ويكون عضوا فيه وفي لجانه الدائمة والمؤقتة ويساهم بأفكاره و خبراته في تحقيق أهداف الاتحاد و تطوير العلوم الفلكية والفضائية .
و نرجو من زملائنا أساتذة الجامعات حث طلبتهم للمشاركة في المؤتمرات و اللقاءات أعلاه بورقة أو بالحضور للمنفعة العامة ، وهذا يساعد على إيجاد جيل جديد واعد من المنتسبين إلى الاتحاد ، وزيادة فرص البحث العلمي في جميع مجالات الفضاء و الفلك والجو .
ويسرنا أن نغتنم الفرصة لنؤكد على ضرورة وأهمية التنسيق بين الجهات العربية المعنية والمهتمة بعلوم الفضاء والفلك عن طريق الاتحاد و جامعة الدول العربية ، أو من خلال مؤسساتهم التي ينتمون إليها . وذلك لوجود مراصد ومختبرات فلكية مقفلة لا تعمل وصرف عليها المبالغ الكبيرة جداً لعدم توافر العناصر البشرية اللازمة لتشغيلها ، بينما نجد في بلاد عربية أخرى فئة شبابية و طلابية متحمسة و مولعة بالفلك والفضاء ، ولكن ليس لديها التجهيزات اللازمة الأمر الذي يضطرها أن تكمل عملها نظرياً ، وهنا لابد من التنسيق لاستغلال الأجهزة غير المستخدمة بالشكل الأمثل والمساعدة لمن يرغب في استخدامها .
وفيما يأتي ندرج بعض الأفكار و المشروعات التي هي بحاجة إلى مناقشات مستفيضة في لقاءاتنا القادمة وقد سبق أن طرحنا بعضها في مناسبات سابقة :
1- إنشاء وكالة فضاء عربية
2- التشجيع والمساعدة في إنشاء الجمعيات والمجموعات والأندية الفلكية و الفضائية في الدول التي ليس لها جمعيات أو أندية فلكية.
3- استغلال المراصد الفلكية المتوافرة في الوطن العربي استغلالا أمثل في استخدامها و إجراء البحوث فيها .
4- الطلب من وزارات التعليم العالي تخصيص منح دراسية في علوم الفضاء و الفلك ( داخل الوطن العربي وخارجه) والمساعدة في بناء المراصد الفلكية لأهداف بحثية و تربوية وعلمية متقدمة .
5- التوجه الجاد والطلب من الحكومات العربية لتدريب الشباب المتميز بهدف إرسال رواد فضاء عرب ، وإجراء التجارب الفضائية العربية مع تأسيس مختبرات لهم .
ونحن في الاتحاد مستعدون لسماع آرائكم القيمة وملاحظاتكم البناءة .
وفقكم الله ورعاكم لما فيه الخير للوطن العربي والإسلامي.
شاكرين جهودكم ومساهماتكم الفلكية والفضائية خدمة لتعزيز تقدم العلوم والتكنولوجيا عامة و الفضاء والفلك خاصة.