يَستهل العام الميلادي الجديد فصول حكاياته الشُهبية بزخات الرباعيات التي تُعد من أفضل الشهب السنوية. ففي مطلع عام 2013م والذي يوافق الأول من يناير تبدأ الشهب نشاطها وتستمر إلى السادس منه، بيد أن ذروتها تكون بين الثالث والرابع من الشهر المذكور. وجود القمر بطوره الأحدب في السماء سيشكل عائقاً أمام الراصدين الباحثين عن السماء المظلمة . نور القمر في السماء لا يعني عدم إمكانية مشاهدة الشهب وإنما لن يوفر ضوئه ظرفاً مثالياً لرصدها، إذ إن الشهب الضعيفة سوف يصعب مشاهدتها. يتوقع الفلكيون أن تبدأ ذروة الشهب في الثالث من يناير عند الساعة الرابعة مساءً بالتوقيت المحلي (الواحدة ظهراً بالتوقيت العالمي). هذا الوقت هو الأفضل بالنسبة للقارة الآسيوية حيث يكون القمر في بداية الليل تحت الأفق وشروقه يكون متأخراً. لرصد الشهب لا يلزم الراصد إستخدام الأدوات الفلكية كالتلسكوب أو الدربيل من أجل مشاهدتها، وإنما يفضل رصدها بالعين المجردة لتعطي مساحةً أكبر للرؤوية.
وجود القمر في السماء لا يعني إستحالة رؤوية الشهب. إحدى شهب البرشاويات (أغسطس -2012 م) تم تصويره وهو يمر بالقرب من القمر في الولايات المتحدة .
في الظروف المثالية كغياب القمر و صفاء الجو و الإبتعاد عن أضواء المدن يتراوح عددها في الساعة من 60 إلى 200 شهاباً وبمعدل 120 شهاباً في الساعة وبسرعةٍ تصل إلى 41 كم/الثانية . نقطة إشعاع شهب الرباعيات هي في الجزء الشمالي من كوكبة العواء أسفل مجموعة الدب الأكبر. ستكون كوكبة العواء في الأفق الشرقي من السماء عند منتصف الليل إلى أن تبلغ السمت قبل الفجر. أما عن تسميتها بشهب الرباعيات فيعود إلى كوكبة تسمى "رباعيات موراليس" (Quadrans Muralis) وهو كوكبة تقع بين كوكبتي العواء والتنين و بالقرب من ذيل الدب الأكبر،إلا أنه تم إلغاءها من قبل الإتحاد العالمي للفلك عام 1922م حيث تم إعتماد 88 كوكبة ومع ذلك فإن تسمية الشهب بالرباعيات مازالت حتى الآن. يعود أصل شهب الرباعيات إلى كويكب يُدعى " 2003 EH1" بخلاف بقية الشهب (ما عدا شهب التوأميات) التي يكون مصدرها هو المذنبات. وتم تصنيف هذه الشهب على أنها شهب سنوية عام 1839 م.
يمين الصورة: إحدى شهب الرباعيات.