بدا التلسكوب الفضائي الأوروبي هيرشيل، الذي أطلق في مايو الماضي وتكلف مليارات اليورو، مهمته في الفضاء الخارجي، فقد فتح التلسكوب الغطاء الذي يحمي أجهزته الحساسة من التلوث مما يسمح لمرآته العملاقة البالغ عرضها 3.5 متر ببدء العمل. والتلسكوب هيرشيل هو أكبر تلسكوب يوضع في مدار فضائي حتى الآن، وستتمكن أجهزته الحساسة من التقاط الأشعة تحت الحمراء وأمواج الضوء التي لا يتجاوز طولها جزءا من الميليميتر، مما سيمكنها من رؤية النجوم ساعة ولادتها. وسيتمكن التلسكوب بمساعدة الأشعة تحت الحمراء من النظر في أعماق الفضاء وعبر المجرات التي تشكلت حين كان الكون بنصف الى خمس عمره الحالي. واشار الباحثون إلى ان هذا التلسكوب يسعى إلى كشف خفايا الفضاء كمعرفة أساس المادة منذ بداية الكون أي ما يعادل 7.13 مليار سنة ومعرفة تشكل النجوم والمجرات إضافة إلى الكواكب. وأكد العلماء ان الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يستطيعوا الحصول على أول صورة من التلسكوب حيث مازال الأمر يتطلب عدة اسابيع أخرى حتى يتمكن هيرتشيل من العمل بكل طاقته. وهيرتشيل حساس للضوء على موجته الطويلة مثل الأشعة تحت الحمراء وكي يتمكن من عمله لابد وان يكون باردا للغاية وبالتالي يستخدم غاز الهليوم مع أجهزته عند درجة الصفر المطلق التي تصل إلى "-273 درجة". والتلسكوب في طريقه إلى مداره في افضاء الخارجي على بعد 1.5 مليون كيلومتر مربع وقد قطع نحو 90 بالمئة من مسيرته. وكان قد تم إطلاق تلسكوبا هيرشيل وبلانك الفضائيان الأوروبيان على متن صاروخ اريان 5 من جويانا الفرنسية في الرابع عشر من مايو الماضي.