اكتشف علماء الفلك الأمريكيون حلقة غير مرئية تقريباً حول كوكب زحل، وهي من الكبر من ناحية الحجم بحيث يمكنها استيعاب مليار كرة أرضية لتعبئتها.
ويميل مدار الحلقة الجديدة بمقدار 27 درجة عن مستوى الحلقة الرئيسية لزحل، وتوجد على بعد 6 ملايين كيلومتر عن الكوكب الشهير بحلقاته العديدة، وتمتد على مسافة 12 مليون كيلومتر.
ويعادل نصف قطر الحلقة المكتشف وجود 300 كوكب زحل مصفوفة بجانب بعضها، كما أن حجمها الكبير يتيح لها استيعاب مليار كرة أرضية، وفقاً لما كشفه مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" الثلاثاء.
وقالت عالمة الفلك في جامعة فرجينيا بشارلوت فيل، آن فيربيسكر: "إنها حلقة هائلة الحجم."
وفيربيسكر، إلى جانب اثنين من زملائها، شاركوا في إعداد الدراسة التي تضمنت الاكتشاف الجديد، والتي ستنشر الأربعاء في مجلة "نيتشر".
والسؤال المطروح الآن هو: لماذا استغرق العلماء كل هذه الفترة لاكتشاف شيء هائل الحجم؟
وتقول فيربيسكر رداً على السؤال إن الحلقة تتألف من قطع جليدية وجزيئات الغبار الفضائي المتباعدة عن بعضها إلى حد "إنه إذا وقفت داخلها فإنك لن تدرك ذلك."
هذا الأمر إلى جانب عدم وصول ما يكفي من أشعة الشمس لكوكب زحل ساعد في عدم اكتشاف الحلقة من قبل، كما أن الحلقة لا ينعكس عنها ضوء مرئي، كما هو الحال مع حلقات الكوكب المعروفة.
على أن جزيئات الغبار الباردة، التي تصل حرارتها إلى ناقص 316 درجة فهرنهايتية، تطلق أشعة حرارية، وهي الأشعة التي تمكن تلسكوب "سبيتزر" التابع لناسا، الذي استخدم في تحديد الحلقة، من التقاطها.
ويوجد أحد أقمار كوكب زحل، التي يزيد عددها على 60 قمراً، القمر "فيبي" في مدار داخل الحلقة.
و"فيبي" عرضة للشهب والنيازك التي تتحطم على سطحه، الأمر الذي يؤدي إلى اندفاع الغبار الفضائي منه.
ويعتقد العلماء أن جزيئات الغبار والجليد المندفع من القمر "فيبي" هي التي شكلت أساس الحلقة المكتشفة حديثاً.
كذلك يعتقد العلماء أن الحلقة قد تساعد على تفسير غموضاً أبدياً يحيط بقمر آخر من أقمار ثاني أكبر كواكب المجموعة الشمسية وهو "إيابيتوس".
وكان عالم الفلك الشهير، جيوفاني كاسيني، أول من شاهد القمر إيابيتوس عام 1671، واستنتج آنذاك أن سطح القمر يتضمن لونين، الأبيض والأسود، وهو شبيه بشعار "ينغ يانغ"، غير أن العلماء لم يعرفوا سبباً لذلك.
ويعتقد العلماء أن الحلقة المكتشفة حديثاً هي المسؤولة عن اللونين على سطح القمر إيابيتوس، الذي يدور بعكس دوران الحلقة.
ويوضح العلماء أن الجزء المعتم من سطح القمر هو نتيجة لقيام جزيئات الغبار في الحلقة بعكس الأشعة المنبعثة من سطح القمر باتجاهه مرة ثانية، الأمر الذي يجعل تلك المنطقة معتمة بالنسبة لمن يراها.