دراسة جديدة كشفت عن وجود مجرتين متجاورتين يحتوي كل منهما على ثقب أسود عملاق يتزايد نمو هذين الثقبين أسرع من نمو مجرتيهما.
أظهر مرصد شاندرا للأشعة السينية التابع لناسا أدلة تحدى بها الأفكار السائدة حول نمو الثقوب السوداء بمركز المجرات. إلى ذلك الحين، إعتقد الفلكيون أن نمو الثقب الأسود العملاق ((supermassive black holeوانتفاخ النجوم بمركز المجرة ينموان بنفس المعدل فكلما زاد انتفاخ النجوم زاد نمو الثقب الأسود. إلا أن دراسة جديدة أظهرها مركز شاندرا كشفت وجود مجرتين متجاورتين يحتوي كل منهما على ثقب أسود عملاق يتزايد نمو هذين الثقبين أسرع من نمو مجرتيهما.
من المعروف لدى العلماء أن كتلة ثقب أسود عملاق بمركز المجرة يشكل نسبة ضئيلة ((0.2% من كتلة النجوم والمواد المحيطة به. مركز شاندرا استهدف مجرتين في دراسته وهما: NGC 4342- NGC 4291, حيث تبين الدراسة أن لدى كل مجرة ثقب أسود عملاق تزيد كتلتهما عن كتلة المواد المحيطة بهما من 10 إلى 35 مرة. كما أظهرت بيانات مرصد شاندرا عن وجود مادة مظلمة ((Dark Matter بالمجرتين.
المجرتان: NGC 4342- NGC 4291
هذه الدراسة تقترح أن نمو الثقبين الأسودين راجع إلى المادة المظلمة ولم ينموان جنباً إلى جنب مع نمو المواد المحيطة بهما. وبهذه النظرة، لا يمكن اعتبار الثقوب السوداء وهالة المادة المظلمة أوزاناً ثقيلة ولكن مجموع كتلة المجرات صغيرة جداً.
وقد صرح "أكوس بوجدان" من مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء الفلكية (CFA) في كامبريدج، ماساشوستس قائلاً: هذا يعطينا أدلة أكثر عن العلاقة الوطيدة بين الثقوب السوداء والمادة المظلمة في المجرات.
NGC 4342 و NGC 4291إذا ما تحدثنا عن المسافات في الكون، فهما مجرتين قريبتين من الأرض حيث تبلغ مسافة كل منها 75 سنة ضوئية و 85 سنة ضوئية. وقد توصل الفلكيون من خلال الدراسات السابقة حول هاتين المجرتين إلى وجود ثقب أسود ذو كتلة كبيرة نسبياً بمركز كل منهما، لكنهم لم يكونوا متأكدين عن سبب تفاوتهما.
وفي محاولة أخرى لإيجاد تفسير بشأن نمو الثقب الأسود أسرع من نمو النجوم المحيطة به في المجرة، يقترح بعض الباحثين أن كمية كبيرة من الغاز كانت تدور ببطء حول الثقب الأسود بمركز المجرة في المراحل الأولية من تاريخ نشأته مما أدى إلى استهلاك هذا الغاز وبالتالي زيادة حجم الثقب.