في محاولة لكشف ماضي الكوكب الأحمر وما يحمله من أسرار وغموض بما في ذلك الأنهار و المحيطات التي إختفت على سطحه، تترقب وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" هبوط مكوكها الفضائي في مهمةٍ أُطلقت عليها فضول "Curiosity Mission " على سطح المريخ في صباح يوم الإثنين الموافق 6 أغسطس، وسيكون لباحثي جامعة Texas A&M دور كبير في دراسة وتحليل البيانات التي سترسلها المركبة.
عالمة الغلاف الجوي و الأستاذة بجامعة Texas A&M "مارك ليمون" والتي شاركت في مشاريع سابقة كتلك المتعلقة بالمريخ، ستكون من بين الطاقم التشغيلي للكاميرا التي زُودت بها فضول، كما ستهتم ليمون بجانب العلم البيئي في الأيام الأولى للمهمة.
يتوقع القائمون على مهمة " Curiosity " أن تهبط المركبة على سطح المريخ عند الساعة 12:15 صباح يوم الإثنين وسوف تبدأ مهمتها بإلتقاط الصور عن المريخ حتى قبيل عملية الهبوط. وتقول ليمون: من المخطط لهذه العملية أن تلتقط المركبة صورا على جانبي و داخل فوهة "غيل" وهي إحدى أهم الحفر على سطح الكوكب. وتشرح ليمون: أن الدقائق السبعة الأخيرة التي تسبق عملية الهبوط هي أكثر الدقائق حرجاً، ولكن بعد أن تكلل عملية الهبوط بنجاح، يتقرر على المركبة بدء عملية إلتقاط المزيد من الصور وإرسالها مع بقية البيانات إلى ناسا و مختبر الدفع النفاث في باسادينا (كاليفورنيا).
ستهبط مهمة " Curiosity " عند فوهة غيل بالقرب من الخط الإستوائي للمريخ، وخلال السنتين القادمتين، ستجري المركبة تحقيقاً حول أثر التغيرات المناخية على مدى مليارات السنين على كوكب المريخ بالإضافة إلى إختبار طبقات الطين لسطحه من الناحية البيئية. كما ستدرس المهمة إمكانية وجود أشكال للحياة على سطح الكوكب الأحمر حتى على مستوى الميكروبات الدقيقة.
وتتابع ليمون قائلةً: من الأشياء الجديدة في هذه المهمة وجود أربع كاميرات مثبتة عالية الدقة والوضوح القادرة على إلتقاط صور رائعة حتى قبيل عملية الهبوط، في حين أن الصورة الواحدة تستغرق 15 دقيقية لوصولها إلى الأرض. وستجيب هذه الصور المرسلة عن أسئلة كانت عالقة في أذهان العلماء والباحثين.
وتتسائل ليمون: من المعلوم لدينا أن الماء كان موجوداً على سطح كوكب المريخ في ما مضى وبكميات كبيرة. فإذا سلمنا بأن تلك المياه قد جفت، فما الذي أدى إلى جفافها؟ وما هي التغييرات التي حصلت على تاريخ الكوكب المناخي حتى تكون المياه جافة؟ لهذا نحن نسعى من خلال هذه المهمة للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها الكثير.
وعن إختيار فوهة بركان غيل كنقطة للهبوط على سطح المريخ، أجابت ليمون: لقد تم إختيار هذه الحفرة لأسباب كثيرة. الفوهة تحتوي على تل كبير بإرتفاع 3 أميال تقريباً و تتألف من صخور رسوبية. بالإضافة على الأدلة شبه القطعية على وجود الماء عند منطقة الفوهة.