إصطدام مجرتين من المجرات الفتية قبل 11 مليار سنة أدى إلى تشكل مجرة عملاقة يفوق حجمها مجرة درب التبانة بعشر مرات
وفقاً لنتائج توصل إليها باحثون من جامعة كاليفورنيا (UC) أجروا دراستهم بمرصد W. M. Keck، فإن مجرتين حديثتا التشكل (فتية) إصطدمتا قبل 11 مليار سنة ، ما أدى إلى تشكل مجرة عملاقة (Mega galaxy) يفوق حجمها مجرة درب التبانة بعشر مرات. تشكل المجرة العملاقة شكل لغزاً محيراً للفلكيين؛ إذ إن الرابط بين إصطدام المجرتين الفتيتن وتشكل المجرة العملاقة يمثل حلقة مفقودة. المجرة العملاقة والتي أطلق عليها إسم "HXMM01 "، تُعد أكثر المجرات الناتجة من إندماج مجرتين من حيث إنها الأشد لمعاناً وإضاءةً كما وتُعد أكثر المجرات غنيةً بالغازات ذات الطول الموجي القصير (submillimeter).
الصورة على اليمين هي صورة مقَربة للمجرة العملاقة. اللون الأحمر يشير إلى منطقة ما تبقى من الغبار والتي تشكلت منها النجوم. اللون الأخضر يشير إلى الغاز. أما المناطق الزرقاء فهي تشير إلى الأجزاء القريبة من المجرة بالنسبة لنا.
وكنتيجة عكسية فإن مجرة "HXMM01 " آخذةٌ في التضاءل التدريجي وذلك بمقدار نموها السريع. وتفسير هذا راجع إلى أن الكمية الهائلة من الهيدروجين الناتجة من إندماج المجرتين الفتيتين تم إستهلاكه من أجل تشكل نجوم المجرة الجديدة.
هذا الإكتشاف قد يمهد الأرضية للفلكيين للإجابة على لغزٍ حول التطور السريع للمجرات العملاقة عند بداية نشأة الكون ولماذا توقفت بعدها بشكل سريع ومفاجئ عن توليد النجوم. وفي محاولة لتفسير هذا فإن بعض الفلكيين إفترضوا وجود ثقوباً سوداء عملاقة بقلب تلك المجرات. غير أن قسماً منهم قدم أدلةً على أن عملية الإندماج وما يترتب عليها من إستهلاك عال للغاز من أجل تشكل النجوم هو السبب وراء تضاءل تلك المجرات وتوقفها عن إنتاج نجومٍ جديدة.