لو كان بإمكانك الحصول على آلة الزمن التي ترجعك إلى أي فترةٍ زمنيةٍ في الماضي السحيق، فأي زمن سوف تختار؟ هناك من سيختار الحقبة الزمنية التي عاشتها الديناصورات وهناك من سيختار عصر الإنسان القديم ...إلخ. بالنسبة لكثيرٍ من الفلكيين فإنهم سيختارون الزمن الذي تشكل فيه نظامنا الشمسي؛أي قبل 4.5 مليار سنة. وبدلاً من آلة الزمن، فقد تمكن العلماء من البحث في ماضي شمسنا والكواكب التابعة لها وظروف ولادتها وذلك من خلال دراسة ومراقبة النجوم الفتية "young stars " بمجرة درب التبانة.
وفي دراسة جديدة إقترحت أن شمسنا في بداية طفولتها مرت بنشاطٍ كبير وغير مستقر، كما أنها نمت بشكل متقطع وغير منتظم قاذفةً رشقات نارية من الأشعة السينية. وخَلَصَ العلماء إلى هذه النتيجة بعد دراستهم لنجمٍ فتيٍ يُدعى "TW Hydrae" ، والذي يبعد عن الأرض 190 سنة ضوئية. يعتبر نجم TW Hydrae من النجوم ذات الفئة – K البرتقالية والتي تتميز بإنخفاض درجة حرارتها النسبية، ويقع هذا النجم في جنوب كوكبة الأفعى المائية (constellation of Hydra) – أطول كوكبات القبة السماوية والبالغ عددهم 88 كوكبة – ويزنُ 80% من وزن الشمس إلا أن عمره لا يتجاوز 10 ملايين سنة ويحيطُ به حلقةٌ من غاز متراكم، حيث يعتقدُ الفلكيون أنها مصدرٌ لولادة كواكب جديدة.
كوكبة الأفعى المائية كما ترى بالعين المجردة.
وحتى يستمر النجم في النمو، فلابد له أن يتغذى على حلقة الغاز المحيطة به. لكن الغاز لا يتمدد ليكون قريباً من سطح النجم لهذا لا يمكنه الإستفادة من هذا الغاز بشكل مباشر. وبدلاً من ذلك فإنه الغاز ينجذب على طول خطوط الحقل المغناطيسي لأقطاب النجم. وتبلغ درجة حرارة الغاز المتراكم حول النجم 2.8 مليون درجة مئوية وحينئذٍ يصدر الغاز وميضاَ مع أشعة شينية ذات طاقة عالية. بعد ذلك تنخفض درجة الغاز وتتحول موجاته إلى موجات ضوئية مرئية. وبذلك يتمكن العلماء من مراقبة النجم بإستخدام المراصد الكبيرة وبالإستعانة بالتلسكوبات الفضائية.