كان محطَ أحاديث الفلكيين منذ أول رصدٍ له على يد الفلكَييين الروسيين فيتالي نيفسكي وأرتيوم في 21 من سبتمبر من عام 2012 م. نعم إنه المذنب آيزون، وإسمه العلمي "C/2012 S1 (ISON) "، وإعتبره العلماء ألمع المذنبات المكتشفة حديثاً حتى وصفوه بمذنب القرن. مذنب آيزون يصلُ إلى ذروة لمعانه مع نهاية نوفمبر من العام الجاري، وسيظلُ محافظاً على لمعانه حتى في شهر ديسمبر. وإذا تحققت آمال الباحثين، سيكون من الممكن مشاهدته بالعين المجردة قبل الفجر إبتداءً من نهاية نوفمبر وحتى الأيام العشرة الأولى من ديسمبر، وستزدادُ الرؤية وضوحاً عند إستخدام الأدوات الفلكية كالتلسكوب و الدربيل.
بحلول شهر إكتوبر الماضي، كان لمعان المذنب كافياً لرصده بالتلسكوبات المتوسطة والعملاقة، حيث أظهرت الصور الملتقطة معالم المذنب بالإضافة إلى ذيله. ومع بداية شهر نوفمبر تموضع المذنب بين نجوم برج الأسد في الجهة الجنوبية الشرقية من الكوكبة، وهي تشرق قبل شروق الشمس بأكثر من أربع ساعات وتكون على ارتفاع 30° فوق الأفق الشرقي. ومع إقتراب نهاية شهر نوفمبر، ستزداد سرعة لمعان المذنب، وسينزاحُ بإتجاه برج العذراء وسيكون بالقرب من ألمع نجوم تلك الكوكبة المعروف بنجم السنبلة (Spica) وقدره الظاهري +1.
في 28 من شهر نوفمبر يبلغُ المذنب ذروة لمعانه ويكون في أقربِ نقطةٍ له من الشمس أو ما تعرف "بنقطة الحضيض"، حيث تفصله مسافةٌ لا تتعدى 1.16 مليون كيلومتراً من الشمس. وإذا سارت توقعات الفلكيين بشكلٍ صحيح، سيبلغُ المذنب لمعان كوكب الزهرة بالرغم من وقوعة على بعد 1° من الشمس، ولهذا يُنصحُ باستخدام الأدوات المفلترة لضوء الشمس حتى يمكن رؤويته بوضوح كامل.
بعد أن يتجازو مذنب آيزون نقطة الحضيض، ينحرفُ بشكل كبير متجهاً بذلك ناحية الشمال، ليعاود ظهوره إبتداءً من مطلع الأسبوع الأول من شهر ديسمبر قبل الفجر. بعدها سيبدأ المذنب مساره من شمال برج (كوكبة) العقرب وصولاً بكوكبات الحواء، الحية، كورونا بورياليس، وإلى الجاثي. وعند وصوله إلى كوكبة الجاثي في 20 من شهر ديسمبر، سيكون المذنب على بعد 5° من الكتلة النجمية M13.